اليابان وإسرائيل أبرز حلفاء الولايات المتحدة، ويمكن أن يمثلا أهدافاً محتملة في مواجهة نووية مرتقبة بين واشنطن وبيونج يانج.
والطبيعي أن تكون اليابان هدفاً محتملاً، لكن إسرائيل تحشر أنفها في تلك الأزمة، حيث دخلت الأسبوع الماضي على خط المواجهة المحتملة بين واشنطن وبيونج يانج، عقب تصريحات لوزير الدفاع الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان وصف فيها زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون بالمجنون، مما استدعى رداً قوياً وتهديداً مباشراً من بيونج يانج لتل أبيب بـ « عقاب لا يرحم «!
ونقلت صحيفة جويش ويك الأسبوعية الإسرائيلية عن بيان صادر عن وزارة الخارجية في كوريا الشمالية السبت الماضي وصفه لتصريحات ليبرمان بأنها طائشة وسخيفة وسلوك شرير وتحد خطير للجمهورية الشعبية الديمقراطية الكورية «وأنها « حيلة ساخرة للهروب من الإدانة الدولية واللعنة (ضد إسرائيل) باعتبارها من يعرقل السلام في الشرق الأوسط، ويحتل الأراضي العربية، ويرتكب جرائم ضد الإنسانية».
جاء ذلك رداً على تصريحات ليبرمان التي أدلى بها في إطار مقابلة مع موقع « والا « الإخباري باللغة العبرية وصف فيها زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون بأنه « مخبول يقود مجموعة من المجانين الراديكاليين للعمل على تقويض الاستقرار العالمي»، مشيراً إلى أن بيونج يانج على ما يبدو تجاوزت خطوطاً حمراء من خلال تجاربها النووية الحالية.
وقالت الصحيفة الإسرائيلية إنه فيما وصف بيان خارجية بيونج يانج إسرائيل بأنها الدولة الوحيدة في منطقة الشرق الأوسط التي تحوز أسلحة نووية تحت رعاية الولايات المتحدة الأميركية، فإنه في الوقت نفسه هدد إسرائيل أو أي أحد آخر يجرؤ على المس بكرامة القائد الأعلى للبلاد بأنه سوف يواجه عقاباً مضاعفاً آلاف المرات ولا يعرف الرحمة.
وأضاف البيان أن «وجهة نظر كوريا الشمالية، تقوم دوماً على العدالة والسلام، لذلك موقفنا واضح تجاه الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وهو أن الفلسطينيين على حق في نضالهم لنيل حقوقهم في الأراضي المحتلة، وإقامة دولتهم الخاصة بهم».
ولفت البيان إلى أنه من «المستحسن أن تفكر إسرائيل مرتين في العواقب التي ستترتب على حملة التشويه التي تقوم بها ضد الجمهورية الشعبية الديمقراطية الكورية (كوريا الشمالية).
يذكر أن بيونغ يانغ أجرت السبت الماضي، تجربة إطلاق صاروخي باليستي، إلا أنه انفجر بعد ثوانٍ من إطلاقه، بحسب ما أعلنته وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية.
وألمحت كوريا الشمالية الاثنين إلى مواصلة تجاربها النووية قائلة إنها ستعزز قوتها النووية «إلى الحد الأقصى بطريقة متتالية في أي وقت» في مواجهة ما تصفه «بالعدوان والهستيريا الأميركية».
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قال إنه من المحتمل أن ينشب «صراع كبير» مع كوريا الشمالية بسبب برامجها النووية والصاروخية الباليستية، في حين قالت الصين الأسبوع الماضي إن الوضع في شبه الجزيرة الكورية قد يتصاعد أو يخرج عن السيطرة.
وخلاصة الأمر أن ما يدور في جنوب شرق آسيا، وبالتحديد في بحر الصين الجنوبي، ليس بعيداً عن منطقتنا.
وبينما يحبس العالم أنفاسه في تلك الأزمة النووية التي تتجمع غيومها في الأفق تحاول إسرائيل سكب المزيد من الزيت على نار توشك أن تشتعل.;